"شعر الحماسة في كيرالا: دراسة تحليلية"


المقدمة



إن الحمد لله، أحمده وأستعينه وأومن به وأنتوكل عليه، أللهم أعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلله فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أرسله ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، أما بعد.
ولاية كيرالا بقعة صغيرة في جنوب الهند تقع بسواحل البحر العربي. وفيها أديان مختلفة من الهندوسية واليهودية والمسيحية والإسلام. كانت الولاية معروفة لدى العرب منذ القديم. كان لولاية كيرالا علاقة تجاية منذ عهد سليمان بن داود عليهما السلام مع أن التجار في البلاد الآسوية والأفريقية يجيئون إليها ليتجروا فيها بحصائدهم من الفلفل والغير. هكذا كانت قلب كيرالا مجذوبة إلى اللغة الغربية وآدابها. والأدب العربي خصب جدا في ولاية كيرالا لأن كثيرا من أهل كيرالا اشتغلوا بهذه اللغة منذ نعومة أظفارهم. وهكذا كان شأن الشعر العربي أيضا. الشعر العربي يمتد منذ القرن الرابع عشر الميلادي إلى الآن. والأشعار العربية قد قرضت في هذه الفترة الطويلة بل كان مضمون الأشعار إما زهدا أو تصوفا أو أدبا أو بلاغة أو غيرها حيث يبتدئ الشاعر بالحمد والصلاة والسلام ويختتم أيضا بالصلاة.
شعر الحماسة أحد أنواع الأشعار العربية التي وجدت قبل القرون من العصر الجاهلي. ومن أنواعها شعر المدح وشعر الهجاء وشعر الغزل وغيرها. وشعر الحاماسة هو الذي يثير الحماسة في نفس الشاعر أو في نفس المستمع. بل هو غالبا ما يستعمل في المتعلق بالحروب والمعارك. وميدان الحماسة واسعة مع أن معنى الحماسة شامل لجميع هذه الميادين. الحماسة في اللغة المنع والمحابة من حمس الشر إذا اشتد والتحمس هو التشدد ورجل حمس شجاع. لذا تتنوع الحماسة إلى الكثير.
لما وصل الاستعمار إلى ولاية كيرالا بعد مجيء البرتغالي واسغو دا غاما سنة 1498م إلى كافاد، الغربيون هدفوا إلى كثير من الأهداف كالتجارة وغيرها حتى بدأوا الاستعمار في هذه الأرض ليتمموا أهدافهم. بل كان الناس من كيرالا تحت رعاية الملك السامري فشرعوا في المقاومت ضدهم حسب إمكانهم ففازوا في بعض المعارك وانهزموا في بعضها التي شهدت التاريخ أحوالها وأصناف القتال وأعداد المحاربين فيها. والمسلمون أيضا شاركوا معهم في القتال مصداقا لقوله تعالى "يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال[1]". لأن المستعمرين يظهرون أشد البغض والعداوة ضد المسلمين دون غيرهم من الكفرة.
بعد ما رأى رؤساء الناس هذه الحالة شرعوا في المحاربة ضد المستعمرين الغربيين بالكتابة أيضا مع أن الكتابة تشتمل النثر والشعر. حتى كتب كثير من الكتب الجليلة العظيمة ضدهم كتحفة المجاهدين على يد زين الدين المخدوم وكذا السيف البتار للسيد علوي. وحين ذاك نظم كثير من الأشعار أيضا. ومنها ما يتضمن التحريض على المعركة أو تمجيد الفتح وغيره. وهذه الأنواع من القصائد التي تتعلق بالمعارك تدخل تحت شعر الحماسة.
وهنا يريد الباحث أن يبحث عن هذه الأشعار. وهي تشتمل ثلاثة من القصائد: "تحريض أهل الإيمان على جهاد عبدة الصلبان" للشيخ زين الدين بن علي المشهور بزين الدين المخدوم لكبير و"الرسالة الشعرية" لعمر القاضي و"أربعة من الطيور طيروا" للسيد علوي المنفرمي.


أهمية البحث

إن اللغة وسيلة لتبادل المعلومات الفنية والمعاني المفهومة. اكتساب اللغة الأجنبية يكون صعبا جدا. والتصرفات فيها تعظم مجد الواحد وعزه وشرفه بين الناس. إن في هذه الولاية كثير من الشعراء حيث أظهروا ملكاتهم الممدوحة. وهذه الأشعار على كثير من الموضوعات المشتملة عليها. ففي هذا البحث يأتي بتمييز شعر الحماسة من غيره من الأشعار. هذا النوع يدخل تحت سائر ميادينه الواسعة.
ومن الملاحظ أن النوع الذي وجد كثيرا من أشعار كيرالا هو المدائح النبوية كالمعروف بالـ "الأريكليات" من عبد الرحمن محمد أحمد الأريكلى. بل هذا الضرب من الشعر الذي يتعلق بالحروب والمعارك فقليل جدا الآن. والموجود منه ثلاث قصائد على ما سبق الذكر. وهذا النوع موجود من قبل القرون كالعصر الجاهلي وغيره.

الدراسات السابقة


يوجد هناك كثير من الدراسات متعلقا بهذا الموضوع "شعر الحماسة في كيرالا: دراسة تحليلية". تشتمل فيها الورقات الجامعية التي طبعت في الجرائد الجامعية المشهورة. وهذه الدراسات ربما تكون للمؤتمرات الأكادمية. وحولها بعض من الكتب النفيسة. هنا يذكر الباحث بعضا منها.
هناك مقالة من عند محمد جمشير، الباحث في كلية دار العلوم للأدب والعلوم الإسلامية، بحت عنوان "شعراء كيرالا ومساهماتهم في الشعر العربي". في هذه يقول الكاتب عن الشعراء في كيرالا قبل الاستقلال مثل زين الدين المخدوم والسيد علوي المنفرمي وعمر القاضي البلنكوتي وأيضا يقول عن مساهماتهم في الشعر العربي مع بيان قصير عن هذه القصائد الثلاثة. ولم يقل عن هذه الأشعار من أي نوع هو أو غيرها من العلوم المتعلقة عنها.
والمقالة الأخرى من قبل الدكتور محمد شميم النظامي، الأستاذ المساعد للغة العربية في مجمع البحر الهندي في كيرالا، تحت عنوان "زين الدين المعبري وقصائده العربية: دراسة تحليلية". يبين الباحث فيها عن مساهمات المخدوم في الأشعار العربية مع النظر إلى عناصر مضامين قصيدته "تحريض أهل الإيمان". ولم يذكر في أي نوع هذه القصيدة وهل فيه اي معنى حماسي.
والمقالة الأخرى منمحمدإعجاز،الباحث في قسم الغةالعربيةوآدابهابجامعةعليكراه،تحت عنوان "القاضي عمرالبلنكوتي مع التركيز الخاص على إسهاماته في المدائح النبوية". يتحدث فيها الباحث عن سائر الأبيات لعمر القاضي في المدائح النبوية مع مفهوماتها لأن أكثر أشعاره يدخل تحت هذا النوع. بل لم يذكر فيها عن قصيدته "الرسالة الشعرية". فشعر الحماسة يشملها.

منهج البحث


إن الباحث يعتمد على دراسات سابقة في هذا الموضوع مع اعتناء شديد بالمعلومات المشتملة عليها المقالات الجامعة الأكادمية والكتب المتعلقة بها لأن البحث يحتاج إلى تدقق النظر. والباحث يعتمد على منهج تاريخي لأن هذا البحث هو دراسة تحليلية عن ثلاثة قصائد بحيث يحللها من حيث عناصر المضامين المتضمنة عليها والمقاطع الحماسية فيها.


For more details contact:

Muhammed Nabeel
Malayamma 
Calicut
nabeelmalayamma786@gmail.com 
Fb: Nabeel mlm




[1]- سورة الأنقال، الآية: 68.

Post a Comment

0 Comments