الإسراء والمعراج في ضوء القرآن الكريم والحديث النبوي والعلوم الحديثة : دراسة مقارنة

الباب الأوّل:المصطلحات المتعلقة بالبحث

التمهيد

الحمد لله الذى أرشد البرايا الى شط العرفان، وأدخلهم برحمته في رياض الجنان،والصلاة والسلام على من أرسله الرحمان إلى كافة الإنس والجن، وعلى آله وأصحابه الذين اتّبعوا صراط الإحسان وانتشروا في أنحاء العالم براية الإيمان.

وإنّ ديننا الإسلام هو دين الله القويم، ودستوره العظيم، وأن الله قد بعث الأنبياء والمرسلين الداعين الناس إلى هذا الدين الحنيف مع إظهار المعجزات من عندهم بقدرة الله سبحانه وتعالى لتحريض نفوسهم إلى الصراط المستقيم، فمن الناس من يؤمن به ويدخل الجنة بفضله تعالى، ومنهم من لا يؤمن به ويدخل النار بعدله جلّ جلاله.

فإنّه يجب على من يؤمن به تعالى الإيمان بملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر كما هو المعلوم، لأنّها مهمّات الإيمان، ولكنّ المؤمنين بها يجدون المسائل الإعتقادية والعبادية بسبب حياتهم المتعلّقة بأهل الأديان المختلفة بحيث يتردد إيمانهم متخبطين على إجابتهم لضعف إيمانهم بها وعدم إعتنائهم لها بحيث توسوس هذه الأسئلة في قلوبهم حتّى يعدلون عن طريق الحق مثل أسئلة في الإسراء والمعراج للنّبي صلّى الله عليه وسلّم وإنحصار الوقت لمن يحصل السرعة البالغة عن سرعة النّور.

وفي الحقيقة الاسراء والمعراج من أعظم معجزات النبي صلى الله عليه وسلم التي تثبت وتقرر نبوته ورسالته امام العالم البشري، وهو رسالة النبي صلى الله عليه وسلم من مسجد الحرام بمكة الى مسجد الأقصى بفلسطين ثم الى فوق السموات السبع حتى سدرة المنتهى في ليلة واحدة، ولقي طول سفره الأنبياء الكرام الذين قبله ورأى آيات الله من الجنة والنار وأحوال أهلهمن وأنه رأى ربه وأعطى الله سبحانه وتعالى له الصلوات الخمس، ووقعت هذه الرسالة تسلية له من الله على وقوع المصيبات والبليات المسلسلة على حياته حتى سمي هذا العام عام الحزن.

وهذه الرسالة تعد من اعظم معجزات النبي صلى الله عليه وسلم من حيث انه مستحيل للانسان بجسده  ان يجاوز السموات السبع وما فوقها بسرعة في ليلة واحدة لكن هذه بقدرة الله عليه، وقد اطلق الكفار وأعداء الاسلام الاشكال الباطلة والأسئلة الباطلة عن هذه الواقعة وهي غير مقترن بالعقائد الاسلامية.

فالأمة المسلمة تفتقر إلى معارضة أسئلتهم الشنيعة الفاحشة وهدم دعواهم المظلمة، فإنّ العلماء ومفكّري الإسلام هم المتعلّقون بها، لأنّهم أعمدة الأمة، فإن لم يدفعوا على ما يعارض على الملّة يكون سببا على فرق أهلها.

والباحث يبحث عن إثبات وجود الإسراء والمعراج للنّبي صلّى الله عليه وسلّم في تلك الليلة المباركة، ويأتي بالأدلّة العلمية المتعلقة به حيث يجد العزمة واليقين في وقوعه إن شاء الله تعالى.

إشكاليات البحث

قد كثرت في العصر الحالي المسائل التي يجب عليهم الإيمان بها قطعا خاصة أنّ الكفّار يطرؤون المسائل المشككة في صدور المسلمين حيث يتشوش عقولهم ويضطرب قلوبهم عما تيقنوا فيه أوّلا ويصيرون بها مضلّين عن طريق الحق ثانيا كما نرى في الزمن الحالي

فلذلك ينبغي على العلماء المسلمين أن يردّوا بالأجوبة على أسئلتهم وأن يثبتوا آرائهم بالدلائل الوثيقة كالدلائل العلمية لأنّها أقرب إلى اليقين لمن يعيش في العصر الحديث،

ومن أسئلتهم المشهورة ما يتعلق على معجزات الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام على أنّهم يقولون إنّ الأنبياء والمرسلين أناس ليس لهم خصائص وكيف تمكن المعجزة لإنسان كمعجزات الرسول عليه الصلاة والسلام مثل فلق القمر و معراجه صلىّ الله عليه وسلّم وغيرها.

و هنا يجد الباحث في بيان إسراء ومعراج النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في ضوء القرآن والحديث والإمكانيات العلمية فيها بحيث تحرض نفوس المسلمين على الإيمان فيه ويأكد إعتقادهم به إن شاء الله تعالى.

حدود البحث

يهدف بهذا البحث الإطلاع على إسراء ومعراج النّبي صلّى الله عليه وسلّم في ضوء القرآن والحديث  مع توضيح الإمكانيات العلمية المتعلقة بها في الزّمن الحالي، لأنّ من يعيش في عصرنا لا يتيقنون في ثبوت شيئ إلا بدليل يقيني، وقد صار العصر الحديث في الحال الذي يستحق لكل منهم أن يسأل عما شاء، والباحث يبحث عن الإسراء والمعراج في ضوء القرآن والحديث والأحكام الشرعية والعقائدية والمتعلقة بهما، والحقائق العلمية في ثبوت هذه الواقعة.

أهمّية البحث

إنّ أهل السنّة والجماعة وأهل البدعة والضّلالة مثل السّلفيّين والقاديانيّبن يعارضون على كثير من العباديات معارضة على الإعتقاديّات التي  يؤمن بها المتقدّمون والمتأخّرون وأهل السنّة والجماعة و غيرهم من السّلف.

ومن الأسف أنّ علماء المسلمين لا يشدّون المئزر على معارضة الآراء الباطلة، ولا يتهيّئون على إبطالها حتّى يضطرب بها إيمان المسلمين على الحقّ ويبعد عنها عقولهم وأذهانهم حتّى يزلّون إلى الضّلالة وإلى طريق الباطلة.

فلذلك ينبغي على العلماء أن يدفعوا النكبات الجريحة وأن يتشاوروا في قضايا المسلمين ليثبتوا قلوبهم وأذهانهم على دين الله القويم.

منهج البحث

وهذا البحث يضيئ على واقعة اسراء ومعراج النّبي صلّى الله عليه وسلّم من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى ومنها الى طبقة الجو بشكل تام.

هذه دراسة مقارنة، فهي تقوم على استقراء التفاسير التي تبين فيها واقعة الاسراء والمعراج وكذا على كتب الحديث النبوي المبينة عنهما. وهذه الدراسة ايضا على استقراء تصانيف العلماء العديدة حيث صنفوا كتبا خاصة عن هذه الواقعة ومقالات مبينة حول امكانيات علمية وحقائقها بيانا شافيا.

تحليل الدراسات السابقة

وقد كثرت آراء العلماء والفقهاء في إسراء ومعراج النّبي صلّى الله عليه وسلّم وتوضيحات أحواله في سفره إلى لقاء الله سبحانه وتعالى في الليلة المباركة، وهي مبينة في أحاديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لكن لم يصرح إلى ما لا يمكن للشكّ أو الريب في بحث الإسراء والمعراج حتى كثرت آراء العلماء والعظماء وازدادت المباحثات فيها بين الأئمة وأهل الحق، لكن الموضوع هنا الإمكانيات العلمية في المعراج بحيث قلت السطور والطروس في بيانها.

الإسلام في عصر العلم للدكتور فريد وجدي الذي هو أحد المفكّرين المشهورين في مصر،وهو يبحث في كتابه عدة من الموضوعات على شكل المباحثات ويأتي فيه بالأجوبة اللائقة وآرائه الحكيمة لأسئلة توجد خاصة في أذهان العامة، ويبيّن فيه أقوال المشائخ المشهورة  وعن أحوال إسراء النّبي صلّى الله عليه وسلّم ويلقى آرائه على أسئلة مثل هل كان إسراء النّبي صلّى الله عليه وسلّم حصل بالجسد والروح أم بالروح فقط..؟ وغيرها من الأسئلة المتعلقة بالموضوع.

في ظلال القرآن للسيد قطب الذي يبحث في تفسيره عن سورة الإسراء واقعتي الإسراء والمعراج بحيث يأتي بأحاديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم المروية المبينة أحوالها ويلقي موافقه فيها على الطريق العقلي والنظري. زهري الذي يبيّن فيه معاني آية الإسراء المشهورة ويلقي آراءه للمسائل الصادرة في ضمن الآية، ويوضح

كتاب الإسراء والمعراج للدكتور أبي محمد، وانه يبين فيه واقعتي الإسراء والمعراج  وما وقع في رحلة النّبي صلّى الله عليه وسلّم إلى ما فوق السموات السبع من ملاقاة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وغيرها.

معجزة الإسراء والمعراج – دراسة شرعية وعقائدية في أحداثها لدكتور محمد عبد علي ضاحي الدليمي، أنه يطلع فيه على أصح ما ورد في حادثة الإسراء والمعراج التي وقعت لنبينا محمد (صلى) مع بيان الفوائد والحكم من مجريات أحداثها، ومعرفة المصالح الشرعية والأحكام الدينية من نصوص أخبارها بشكل تام.

الأبواب المقترحة

وقد رتّب الباحث هذا البحث على أربعة أبواب وخاتمة، أمّا الباب الأوّل فهو يلقي الضوء على الأصول التي يجري عليها البحث  في عنوان "الإسراء والمعراج في ضوء القرءان الكريم والحديث النبوي والعلوم الحديثة" من إشكالية البحث وأسئلته وأهدافه وحدوده وأهميته ومنهجه.

وفي الباب الثّاني يطلع الباحث في بيان إسراء النّبي صلّى الله عليه وسلّم في ضوء القرآن والحديث وفيه فصلان، الفصل الأول في تعريف الإسراء وبيانه في ضوء القرآن والحديث وحادثة الاسراء وتاريخه بيانا شافيا، وفي الفصل الثاني في بيان الأحكام الشرعية والعقائدية المتعلقة بالاسراء من كونه بالجسد والروح ام بالروح فقط مع بيان الاختلاف فيها بين العلماء وحكم الاعتقاد به ووقوعه مرة او مرات،

وفي الباب الثالث يبحث عن معراج النبي صلى الله عليه  وسلم في ضوء القرآن والحديث بيانا شافيا وفيه ثلاثة فصول، الفصل الأول في تعريف المعراج وبيانه في ضوء القرآن والحديث وبيان واقعة المعراج وتاريخه بشكل تام، والفصل الثاني يبحث ماذا رأى النبي (صلى) في ليلة المعراج من رأية الأنبياء الذين قبله وسدرة المنتهى وأنهار الجنة ورأية الجنة والنار، وفي الفصل الثالث يضيئ الأحكام الشرعية والعقائدية المتعلقة بالمعراج من حكم الاعتقاد به ورؤية الله عز وجل والأدلة لامكان وقوع المعراج وأعراضه وأهدافه والحكمة في المعراج.

وفي الباب الرابع المهم يبحث المنظر العلمي في إسراء ومعراج النّبي صلّى الله عليه وسلّم أي الإمكانيات العلمية فيه من وقوعه في سرعة عجيبة وكونها بجسده وروحه بحيث يبين في النظرية النسبية الخاصة التي اقترحها اينشتاين في أطروحته عام1905.

وبعد ذلك يختتم البحث بخاتمة قصيرة يبيّن فيها عن خلاصة ما أنتج هذا البحث المهم، ويشير فيها الباحث إلى ما يطلب هذا البحث من الدراسات والأعمال، والله وليّ التوفيق.

المصادر والمراجع

Ø    الدكتور صلاح عبد الفتاح الخالدي، القبسات السنية من شرح العقيدة الطحاوية، دار القلم – دمشق: ص ب:45333- ت:2329177

Ø    ابو جعفر محمد بن جرير الطبري المتوفي سنة 210 ه، جامع البيان عن تأويل آي القرآن، الجزء الخامس عشر الطبعة الثانية، شركة مكتبة وطبعة مصطفي البابي الحلي.

Ø    الامام أبي الفداء الحافظ ابن كثير الدمشقي المتوفي سنة 274 ه، تفسير القرآن العظيم، الجزء الثالث، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع.

Ø    حسن كوتي أريكل، العلم: إشارة القرآن، المنشورات: لجنة الأدبية الاسلامية كالكوت،  الطبعة الأولى- 2002 م مارس.

Ø    أحمد كوتي شوفرم، المعراج رحلة الى ما فوق الآفاق

Ø    عبد الحميد محمد علي قدسي بن عبد القادر الخطيب الشافعي، نفحات القبول والابتهاج في قصة الاسراء والمعراج، جامعة الملك، المملكة السعودية 1957 م.

Fore more details contact:

Abdul Azeez p
Chemmad, 
kerala, 
India

azeezsha565@gmail.com